ورشة الفنانين في المنفى هي بنية فريدة في فرنسا، مهمتها التعرف على الفنانين الذي يعيشون في المنفى من جميع الجنسيات، ومختلف المجالات الفنية لمرافقتهم بما يتناسب مع وضعهم الإداري وحاجاتهم الفنية، ولتوفير مكان عمل لهم، وربطهم مع شبكات احترافية ليتمكنوا من ممارسة فنهم وإعادة هيكلة أنفسهم. الورشة قائمة في الدائرة الثامنة عشر من باريس، في مكان تبلغ مساحته 1000 متر مربع كان يستخدم كصالات تدريب سابقاً، وقد أعطي للورشة من قبل إيمايوس سوليداريتي والمالك.
ما هي مهمة ورشة الفنانين في المنفى ؟
تشهد أوروبا أكبر حركة انتقال للشعوب على أرضها منذ سبعين سنة. في كل يوم تصل إليها عائلات وأفراد مخاطرين بحياتهم، هاربين من بلدان دمرتها الحرب أو من أنظمة استبدادية. ومن بين هؤلاء اللاجئين فنانون، أغلبهم يناضل منذ زمن طويل ضد سلطات بلادهم.
وبما أن دور الفن هو الإشارة إلى ما يثير السخط، وإسماع صوت المقموعين، على أوروبا المبدعة أن تبدي اهتماماً شديداً نحو الفنانين. وعلى المؤسسات إنشاء بنى ومراكز استقبال مناسبة، ليتمكن الفنان من متابعة عمله الفني، كفرد أولاً وكممثل لثقافة بلده ثانياً. فصوت الفنانين بشكل خاص هو الذي يحفظ ثقافة بلد مهدد بالخطر.
من هم الفنانون المقيمون في الورشة ؟
انتسب إلى الجمعية أكثر من 150 فنان إلى حد الآن، رسامين وتشكيليين ونحاتين ومصممي سينوغراف ومعماريين ومصورين وصحفيين ومؤلفين ومغنين ومخرجين وممثلين واستعراضيين وراقصين ومصممي رقصات وحكائين وكتَّاب. وهم من بلدان مختلفة: أفغانستان وأذربيجان وكازاخستان وكونغو برازفيل وساحل العاج وغامبيا وغينيا وإيران والعراق ومالي وفلسطين وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وسوريا وتركيا.
أي فنان غير قادر على العودة إلى بلده لأن حياته أو عمله مهددان هناك، هو فنان في المنفى. وفكرة الفنان المحترف (أي الشخص الذي يكرس وقته لممارسة الفن) تختلف بحسب المنشأ الجغرافي.
لذا يمكننا تمييز ثلاث مجموعات:
- الفنانون المحترفون الذين يودون مواصلة نشاطهم الفني وإعادة بناء أنفسهم مهنياً
- الفنانون شبه المحترفين الذي يطلبون متابعة تحصيلهم والذين يبحثون عن توجه مهني.
- الفنانون الذين أصبحوا فنانين بسبب وجودهم في المنفى.
نشاطاتنا الأساسية
- الالتقاء بالفنانين المنفيين الموجودين على الأراضي الأوروبية، من جميع الاختصاصات الفنية
- توجيه الفنانين خلال طلبهم للجوء وإدماجهم اجتماعياً عن طريق ربطهم بالمنظمات المختصة
- تحديد حاجاتهم الفنية، وتوفير الظروف المناسبة ليعيدوا هيكلة أنفسهم
- توفير فراغات عمل مجاناً
- التعاون مع البنى الثقافية والفنية على المستويين الفرنسي والأوروبي، ومجموعات العمل في المنطقة، والجمعيات والشركات من جميع الاختصاصات لتوفير أماكن عمل للفنانين وفرص لعرض أعمالهم، وإمكانيات إنتاجية
- ربط الفنانين في المنفى بعاملين على المستوى الاحترافي الأوروبي، سواء كانوا منتجين أو مديري جولات أو بنى ثقافية وفنية، أو وكالات توزيع، أو منصات دعم… عن طريق صالونات ولقاءات وتقديمات فنية
- تنظيم ورشات فنية عملية لطالبي اللجوء واللاجئين
- بناء علاقات مع مؤسسات التعليم العالي الفنية بهدف استقبال الطلاب اللاجئين أو طالبي اللجوء
- تقديم تدريبات تقنية للفنانين في المنفى لفهم النظام الثقافي الأوروبي بشكل أفضل، وتطوير مهارات مهنية جديدة
- تنظيم مهرجان أوروبي متنقل ومتعدد المجالات، يدعى رؤى المنفى، يجمع أعمال فنانين في المنفى مع أعمال أخرى حول المنفى
- متابعة المشاريع التي يعمل عليها الفنانون
- إيجاد شركاء ممولين
- تقديم الدعم الإداري للفنانين، بفضل شبكة كبيرة من المحامين، والأطباء النفسيين والمساعدين الاجتماعيين المتطوعين في الورشة
ما هدف حملة التبرعات هذه ؟
لقد جرد الكثير من الفنانين من المواد الأساسية التي يستخدمونها في عملهم بسبب رحيلهم. فالموسيقيين هربوا دون أن يحملوا آلاتهم، والرسامون دون أدواتهم، والمخرجون دون أجهزتهم… لذا فهم يحتاجون اليوم إلى تجهيزات احترافية لتنفيذ مشاريعهم.
تسعى ورشة الفنانين في المنفى إلى شراء تجهيزات رقمية وصوتية ومواد رسم ضرورية ليمارس الفنانون عملهم اليومي، سواء كانت هذه التجهيزات جديدة أو مستعملة. إلى حد الآن بذل فريق الورشة جهده لتأمين هذه المواد طالباً الدعم من العاملين بالمجال الفني ومن الأفراد. رغم ذلك، تبقى الاحتياجات كبيرة وتزاد بازدياد عدد الفنانين الذين يقصدون الورشة. ففي المتوسط ينضم فنان إلى الورشة كل يوم.
كامل التمويل الخاص الذي يصل إلى الورشة مخصص للفنانين، ومئة بالمئة من تبرعاتكم ستتحول إلى تجهيزات فنية ومساهمات مالية.
إن نجحنا في الوصول إلى عتبة 20000 يورو، فإن الورشة ستشتري (جديد أو مستعمل):
لاستديوهات الصوت
آلات موسيقية (غيتار، طبل، غيتار بيس، عود، دربكة إلخ..)، مضخمات صوت للغيتار والبيس، ميكروفونات، مكبرات صوت، ولوحة صوت.
للفنانين التشكيليين
أدوات رسم وألوان (هياكل خشبية، ألوان زيتية، مراسم، مساند، أقمشة، ورق، إطارات، طلاء، ألوان مائية، خزن لجمع المواد، لوحات تقطيع، غراء)، أدوات نحت (مقصات خضب، سكاكين، قواعد عرض) ومواد أولية (طين، فولاذ، جبس، جلود، خشب)
للسينمائيين، وفناني الفيديو والمصورين
كاميرا كانون سي 100، وعدسات، وميكرفون كاميرا، مسجل صوت من نوع زوم اتش 6، ميكرفونات، بطاقات ذاكرة، حوامل، حاملات كاميرا على الكتف، وبطاريات.
لاستوديو البوست برودكشن والمونتاج
كومبيوتر ماكنتوش جديد وعالي الأداء مع محطة مونتاج، لوحة رسم غرافيك وقرص صلب.
للراقصين والراقصات
سجادة رقص، خزانات، مرايا، وأحذية رقص.
إذا وصلنا على عتبة 30 000 يورو:
لفناني الفيديو
محطة مونتاج جديدة مع شاشات جديدة، برامج مونتاج جديدة.
تجهيزات لاستوديو تسجيل صغير
وحدة تسجيل وتوزيع صوت، كابلات، ميكرفونات، لوبر، ومواد عزل صوتي للصالة
للمعماريين
طاولة رسم احترافية للمكتب، مواد لصنع المجسمات، ولوحات للرسم.
للفنانين التشكيليين والاستعراضين
صناديق ألوان، حديد لحام، أدوات حفر، شمع، صحف مرسام، ألوان بخ، وهياكل خشبية كبيرة ملبسة بالأقمشة.
إن تجاوزنا ال40 000 يورو:
جميع فناني السينما
سيحصلون على أجهزة كومبيوتر جديدة من ماركة ماك، مجهزة ببرامج معالجة الفيديو، والمونتاج، والبوست برودكشن.
أما رسامي الغرافيتي والرسامين التوضيحيين
فسيحصلون على محطة رقمية مجهزة ببرنامج أدوبي اليستريتور وباد رسم، ولوحات لرسم الغرافيتي، بالإضافة إلى دورات تدريبية مجانية في برامج الغرافيتي.
لمصوري الفيديو
عدة تصوير جديدة مؤلفة من كاميرا باناسونيك أي يو إيفا 1، عدسة كانون 24-70 ، ميكرفونات على الصدر، ونظام حامل ثلاثي ساشتلر أف اس بي 8.
من نحن ؟
جوديت دوبول وأرييل سيبيل كانا يديران سابقاً “كونفلوانس” وهو مكان فني ملتزم في باريس، مهمته الترويج للفنون الحية والفنون التشكيلية المعاصرة، وهما من يديران الورشة اليوم. كانا قد استقبلا في ذاك المكان الفني، عدة لاجئين سوريين خلال موسم 2015 ـ 2016، بالتعاون مع منظمة روفيفر، (جميع هؤلاء السوريين هم بوضع إداري نظامي اليوم). ونظما فعالية فنية متعددة الاختصاصات لمدة أسبوعين في شباط 2016، تركز على سوريا، بالتعاون مع عدة فنانين سوريين منفيين. خلال هذه الفعالية، وبدعم من المكتب الوطني للتوزيع الإعلامي، نظما أول صالون مهني للفنانين في المنفى، لربط الفنانين الأفغان والسوريين والعراقيين والفلسطينيين مع العاملين في القطاع الفني في فرنسا.
إلى جانب المديرين، يعمل في الورشة مترجمون ومترجمات، وكرم محمد (مهندس مواقع سوداني في المنفى)، وجوزيفين فان جلابيكي وموران بينيه اللتان تعملان في الورشة بعقود خدمة مدنية، والإدارية هورتينز كيتارد، ومي رستم المترجمة من وإلى العربية. بالإضافة إلى متطوعين من مختلف الاختصاصات المهنية (عمل اجتماعي، فن، تعليم، حقوق). والمجلس الإداري للورشة مكون من جاك بورنون، فيرونيك بريير، وباسكال هينرو، وهالة العبدلله، وفابريس شامبون.